فضل الصحابة وذم من عاداهم
في العراق كثير من المحبين لعلي
ولا شك أن في العراق اسم> كثير من المحبين لعلي اسم> الذين ألفوه في حياته وأحبوه محبة صادقة، هؤلاء إما أن يكونوا معتدلين في حبه، وإما أن يكونوا من أتباع الغلاة، ولا شك أنهم إذا سمعوا هؤلاء الخطباء يلعنونه على المنبر في العراق اسم> وفي الشام اسم> يسوءهم ذلك، ويحبون أن يكون لهم أتباع، وأن يكون لهم على ما هم عليه من يشجعهم، فإذا سمعوا ذلك أخذوا في مجالسهم يذكرون فضائل علي اسم> ثم دخل بينهم الغلاة، فصار أولئك الغلاة في مجالسهم الخاصة التي هي من مجالس أتباع علي اسم> أو المحبين لعلي يكذبون ويغلون بالكذب ويولدون، فبدل أن يذكروا فضائله الصحيحة ومزاياه ومدائحه التي مدحه بها النبي صلى الله عليه وسلم، صاروا يضيفون إلى ذلك أكاذيب ليست بحقيقة.
ولعلي اسم> رضي الله عنه فضائل، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: رسم> أنت مني بمنزلة هارون اسم> من موسى اسم> متن_ح> رسم> ولكن هؤلاء لم يقنعوا بذلك، بل صاروا يزيدون، فصارت مجتمعاتهم التي يجتمعون فيها لا يذكرون فيها إلا فضائل على، فلا يرون من يقتنعون بقولهم، فيكذبون أكاذيب.
فمثلا حديث غدير خم اسم> الذي يجعلونه ديدنهم يزيدون فيه، فحديث غدير خم اسم> فيه أنه صلى الله عليه وسلم حمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ثم قال: رسم> أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي متن_ح> رسم> هذا هو الثابت، ولكن لم يقتصروا عند هذا، بل صاروا يضيفون إليه زيادات مكذوبة حتى ألفوا كتبًا في هذا الحديث، وجعلوه بألفاظ عديدة، فقالوا: إنه قال: رسم> مَن كنت مولاه فعلي اسم> مولاه، اللهم وال مَن والاه، وعاد من عاداه متن_ح> رسم> .
وذكروا في أكاذيبهم أن عليًّا اسم> مكتوب اسمه على قائمة العرش، وأنه ممن خلقه الله وقرنه باسم محمد اسم> أو فضله على خلقه، وأنه وزوجته مكتوبان في غرف الجنة كلها، وأنه، وأنه..، أكاذيب يلفقونها، وهذه الأكاذيب التي يكذبونها ويروجونها إذا سمعها تلامذتهم وأنصارهم أخذوا يروونها، وإذا سمعها الآخرون فماذا يقولون؟ لا شك أنهم يقولون: كيف تكون هذه مزاياه وهذه فضائله ويتقدم عليه غيره؟ ويكون غيره أفضل منه؟ كيف قدم عليه أبو بكر اسم> وعمر اسم> وعثمان اسم> ؟ لا بد أن يكون هو الأفضل، وهو الإمام.
ولما سمعوا تلامذتهم ومن كان حولهم يتكلمون بهذا أرادوا أن يسكتوهم، فقالوا: هلموا فلنكذب أكاذيب نسكت بها تلامذتنا حتى لا ينكروا علينا ما نحن فيه، فكذبوا أكاذيب لفقوها رموا بها أبا بكر اسم> وعمر اسم> وعثمان اسم> وبقية الصحابة، وادعوا أنهم مغتصبون،وادعوا أنهم خونة، وادعوا أنهم ظلمة، فامتلأت كتبهم بالسب والحمل على هؤلاء الصحابة، وهى أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان، سببها ومبدأ أمرها التسكيت لأتباعهم حتى لا ينكروا عليهم.
ولما اشتهرت هذه الأكاذيب فيما بينهم اعتقد تلامذتهم كفر أئمة الصحابة، واعتقدوا أن الصحابة ليسوا على هدى رأس> حيث إنهم بايعوا غير الإمام الحق،وخلعوا الإمام الحق - وهو علي اسم> - من إمامته، وبايعوا أبا بكر اسم> وهو مغتصب ظالم، وبايعوا أيضًا عمر اسم> وهو ظالم ليس له حق، فجعلوهم بذلك مرتدين، وأبطلوا بذلك فضائلهم التي رُويت في كتب الصحابة، ورواها أئمة الصحابة، وخُرّجت في الصحيحين وغيرهما، وقالوا: إن فضائلهم التي وردت في القرآن بطلت بمجرد ردتهم، بعد موت محمد اسم> صلى الله عليه وسلم، وردتهم أنهم منعوا عليًّا اسم> من حقه، منعوا عليًّا اسم> من أن يكون هو الإمام، وبايعوا مغتصبًا ظالمًا هو أبو بكر اسم>
هكذا كانت أقوالهم، وهكذا رسخت هذه العقيدة في نفوسهم، وتوارثوها وأخذوا ينقلونها في آخر القرن الأول وفي أول القرن الثاني، يتناقلون هذه الأكاذيب ثم ينقلون فضائل علي اسم> ويبالغون فيها، وفضائل الحسن اسم> وفضائل الحسين اسم> وفضائل ابن الحنفية اسم> وفضائل زين العابدين اسم> وأولادهم، وأحفادهم وأولاد أولادهم، ويكذبون في فضائلهم أكاذيب لا تليق بعاقل ولا يصدقها ذو عقل سليم، ولو قرأتم في كتبهم التي يروونها لعجبتم كيف يصدقون بهذه الأكاذيب، كيف تروج عليهم؟ ولكن سلبت عقولهم، فلأجل ذلك يقول بعض العلماء: إنهم لا خلاق لهم، ويذكرون أنهم ليس لهم عقول، فلا يصدق تلك الأكاذيب إلا من طمست بصيرته.
كل ذلك مذكور في الردود التي ردت عليهم، ولو قرأتموها لعجبتم كيف يصدقون بهذه الأكاذيب، ولا يزالون على هذا المعتقد إلى هذا اليوم وللأسف، مع تفتح الناس وتبصرهم لا يزالون يروون ويتداولون في كتبهم تلك الأكاذيب، حملوا عليها أو أولوا عليها الآيات القرآنية التي وردت في القرآن، فمثلا: ذكر بعض الإخوان أنه اطلع على تفسير كبير موجود عندهم لأحد أئمتهم قرأ قول الله تعالى: رسم> مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ قرآن> رسم> فسّر (البحرين) بأنهما عليٌّ اسم> وفاطمة اسم> رسم> مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ قرآن> رسم> علي اسم> وفاطمة اسم> التقيا، أي: بالنكاح. رسم> يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ قرآن> رسم> اللؤلؤ والمرجان هما: الحسن اسم> والحسين اسم> اللذان خرجا من علي اسم> وفاطمة اسم> هكذا راجت هذه الأكاذيب بالنسبة إلى مديحهم.
مسألة>